انتهى العرس ولا نريد الطلاق

بعد أن تأهلنا إلى المونديال وحققنا حلم الملايين ، وأقمنا الأعراس والأفراح ، وجمعنا شمل كل الجزائريين، حان الوقت لكي نفكر في دوام العشرة الطيبة والتعامل الايجابي مع الانجاز واستثماره حتى لا يحدث الطلاق مع النجاحات والتتويجات وبين الجماهير ومنتخبها , وبين كل مكونات المجتمع الجزائري . كما أن تخفيف الضغوطات على عناصرنا وطاقمنا الفني يبدو من الأولويات في الوقت الراهن خاصة مع ما تناولته بعض وسائل الإعلام على لسان لاعبينا ومدربينا بشأن استدعاء مهدي لحسن للخضر , وبأنه غير مرغوب فيه وبأن مجيئه سيؤثر سلبا على معنويات الفريق . إن استدعاء اللاعبين هو شأن المدرب وحده, ولا يحق لنا أن نتعاطى معه تماما , ولا أن نصدم لاعبا مقبلا على المنتخب بهذه الكيفية , ونجعله يندم على اليوم الذي فكر فيه تقمص الألوان الوطنية ، ونغلق أبواب المنتخب على الوجوه الجديدة مهما كان السبب لأن الجزائر في حاجة إلى كل أبنائها وفي كل وقت . إن فكرنا يجب أن يتجاوز هذا الأمر ونرتقي إلى التفكير في حال الكرة الجزائرية ومستقبلها حتى لا يكون التأهل إلى المونديال نهاية المطاف ، لأننا وبصراحة لازلنا لم نصل إلى المستوى العالمي ولا يزال منتخبنا يعاني نقائص من جوانب عدة ، ولا تزال بطولتنا ضعيفة ونوادينا أضعف من ذي قبل ، وبعيدة عن طرق التسيير الحديثة ، وبعيدة عن مستويات نوادي قارية وجهوية . لكم أن تنتبهوا لما يحدث لوفاق سطيف، ولتراجع مستوى شبيبة القبائل واتحاد العاصمة ، ومستوى لاعبينا وبطولتنا، وعدم قدرة نوادينا على الفوز خارج الديار في البطولة حيث لم تتمكن ستة نوادي من ذلك ، وسبعة أخرى لم تحقق سوى انتصار واحد بعيدا عن قواعدها . صحيح أن مشوارنا في كأس العالم وما نملكه من مقومات وإمكانيات بشرية، فنية وتقنية في المنتخب والفاف، ومن لاعبين محترفين خارج الوطن يعرضون خدماتهم ، كلها أمور تدعو إلى التفاؤل بنتائج طيبة في كأس أمم إفريقيا وكأس العالم لكن الأمور لن تكون سهلة ، والمبتغى لا يجب أن يتوقف عند الفوز بكأس أمم إفريقيا والتأهل إلى الدور الثاني من كأس العالم ، بل يجب أن يتعداه إلى سنوات أخرى من الجهد والعمل بتغيير الذهنيات وطرق التسيير ، وتغيير المسيرين إن اقتضت الضرورة ، وكذا إعادة هيكلة النوادي وتكوين المدربين واللاعبين . الأمر يتطلب تعبئة رسمية وجماهيرية للسلطات والصحافة والمناصرين، وكل المعنيين بشؤون الكرة على كل المستويات حتى لا يتكرر سيناريو ما بعد 82و86 . أما منتخبنا فينتظره عمل كبير فنيا وتكتيكيا مع اعتماد طرق بديلة للعب بعد أن صارت طريقتنا معروفة عند الجميع، وتدعيم الفريق بلاعبين جدد لإعادة بعث نفس جديد في التشكيلة صار أكثر من ضروري يجب أن نعلم بأن التأهل على حساب مصر شيء ، ونهائيات كأس أمم إفريقيا شيء أخر ، كما أن مواجهة الكبار في كأس العالم أمر مختلف تماما ، لذالك لا يجب أن نفوت الفرصة المتاحة بين أيدينا فيحدث الطلاق وتتحول النعمة إلى نقمة ، والتفاؤل إلى تشاؤم ، والنشوة إلى خيبة أمل ومن لا يريد ركوب القطار السريع عليه أن ينزل في المحطة المقبلة من فضله .